موضوع: مقام السيدة العذراء في "ربلة"... حارس النهر البار الجمعة أكتوبر 02, 2009 6:33 pm
مقام السيدة العذراء في "ربلة"... حارس النهر البار تنتشر في بلدة "ربلة" التي تبعد عن مدينة "حمص" حوالي (45) كم العديد من المقامات والمزارات الدينية والأديرة، مثل دير "النبي الياس" الشهير، ودير "مار أليشع"، والعديد من الصوامع والمناسك التي تدل على أهمية المنطقة من الناحية الدينية في الحقب الماضية.
ومن هذه المقامات مقام "السيدة العذراء" الموجود على ضفاف نهر "العاصي" مباشرةً، والذي يقع ضمن الأراضي الزراعية الكبيرة التابعة لبلدة "ربلة" ويتبع لمطرانية الروم الملكيين الكاثوليك في "حمص". تبلغ مساحة المقام حوالي (1000م) تقريباً بحيث أنه يشتمل على الكنيسة التي تبلغ مساحتها حوالي (150م) تقريباً و(15) غرفة معدّة لإقامة الزوار الذي يأتون من مسافات بعيدة.
وللتعرف على حكاية وتاريخ هذا المقام الشهير موقع eHoms التقى بالأب "أسعد نايف يوسف" مدير المكتب الإعلامي للمطرانية بتاريخ 28/1/2009 والذي حدثنا عن المقام وكل ما يتعلق بتاريخه وأهميته.
في البداية حدّثنا الأب "أسعد" عن قصة ظهور "السيدة العذراء" في هذا المقام وتشييده فقال: «في البداية علينا أن نذكر الأهمية الدينية الكبيرة لبلدة "ربلة"، فهي تحتوي على العديد من المناسك القديمة، وهذا يدل على انتشار الرهبان بكثافة في المنطقة منذ القرون الأولى للميلاد. أما مقام "السيدة العذراء" الحالي فهو مقام حديث وبداية الأحداث فيه تعود إلى فترة متأخرة أي حوالي عام /1940/م، حيث تتحدث الروايات أن أحد سكان البلدة كان مصاباً بمرض عضال عانى منه عدة أشهر، وقد حكم الأطباء بأنه لا شفاء منه، وظنوا أنه نوع من "السحايا"، فظهرت له "السيدة العذراء" وهو غائب عن الوعي في منطقة "ربلة القديمة"، حيث إن البلدة كانت قد انتقلت إلى موقعها الحالي قبل ذلك التاريخ، وعلى ضفاف النهر رأى هذا الرجل "السيدة العذراء" تمسكك بيده وتحدثه إلى جانب صخرة في هذا الموقع. وعند استيقاظه حدّث من حوله عن الحلم الذيرآه بعد أن تعافى تماماً من المرض، وبقي يذهب إلى تلك الصخرة للصلاة.
وفي عام /1950/م ظهرت له "السيدة العذراء" مرّة أخرى وهي تحمل بيدها قطعة أخذتها من الصخرة التي ظهرت عليها في المرة الأولى، وعندما ذهب إليها وجد أنها قد كسرت بنفس الشكل الذي رآه في الحلم، فتيقن أهل البلدة بهذه الظهورات، وأشادوا لـ"السيدة العذراء" مقاماً عند هذه الصخرة المقدسة والتي ما تزال حتى الآن».
وعن موقع المقام والبناء الذي شيد عند الصخرة المقدسة أضاف: «يقع المقام شمال بلدة "ربلة" وهو في الأصل عبارة عن غرفة متوسطة الحجم، مربعة الشكل، فيها مذبح صغير للاحتفالات "الليترجية" والأعياد، حيث يقدم المؤمنون نذورهم وصلواتهم مرفوعة إلى "السيدة العذراء".
وقد بني المقام في البداية عام /1953/م على الأرض التي تقع فيها الصخرة المقدسة، وهي تعود إلى عائلة "دعيبس" التي وهبت (800م) من الأرض لبناء هذا المقام، ووضعت الصخرة في زاوية المزار. وحظيت بتكريم فائق من قبل الزوار. وفي عام /1995/م استيقظ الأهالي على حريق في هذا المعبد من جراء شمعة تركت موقدة في المقام، ولكن الأهالي أعادوا بناء المقام بعد أن قدمت عائلة "دعيبس" (1000م) من أراضيها مرّةً أخرى، ولم يبق من المعبد القديم إلا الصندوق الحديدي ومكان وضع الشموع بالقرب من الصخرة التي بقيت على حالها، وتم تدشين المقام عام /1997/م بعد أن بُني عليه كنيسة رائعة الجمال».
والجدير بالذكر أن بلدة "ربلة" تحتفل بعيد "السيدة العذراء" في الخامس عشر من آب من كل سنة، فيجري فيها العديد من النشاطات الدينية والاجتماعية والثقافية.
الرئيسية 
التسجيل 
دخول 
موضوع: مقام السيدة العذراء في "ربلة"... حارس النهر البار 
الجمعة أكتوبر 02, 2009 6:33 pm
