مدينة القصير الحسناء الغافية على كتف العاصي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مدينة القصير الحسناء الغافية على كتف العاصي


 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 عبود كاسوحة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 20
تاريخ التسجيل : 27/09/2009

عبود كاسوحة Empty
مُساهمةموضوع: عبود كاسوحة   عبود كاسوحة Icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 29, 2009 9:38 am

عبود كاسوحة
عبود كاسوحة KASOUHA
ولد في حمص سنة 1938.

عضو جمعية الترجمة.

إجازة في الأدب الفرنسي.

دبلوم في التربية العامة.
مؤلفاته:
1-رواية القانون.

2-في مخادع الملكات.

3-نوادر أهل شيلد.
عودنا اتحاد الكتاب العرب على دأبه من تكريم مبدعيه أحياءً, فضلاً عن تكريم الذين قضوا, ويستمر في هذا النهج إذ كرم بالأمس الأديب عبود كاسوحة في ثقافي أبي رمانة.

كثيرون جداً شاركوا في هذا التكريم, بعض من أّهم أدبائنا, ومن أعضاء الاتحاد, ومنهم أصدقاء المكرم وتلامذته وأقرباؤه.‏

بداية وبإسم المكتب التنفيذي لاتحاد الكتاب العرب رئيساً واعضاء, ألقى كلمته الأديب غسان كامل ونوس قال فيها :‏

حين يكون المرء يستحق التكريم واجب يفرض نفسه ويلح, وتتعزز قيمته, وتترسخ أسسه وتزهو ملامحه.. ومكرمنا اليوم الاستاذ الاديب عبود كاسوحة رجل فاعل مثابر, ذو حضور في الساحة الادبية والثقافية, ولا سيما في ميدان الترجمة, يعرف ما يريد, ويسعى لتحقيقه بثقة منبثقة من تحصّله على الاسباب . وتسلحه بالعناصر والادوات التي تؤهله للخوض في بيادر الثقافة العالمية غير هياب ولا متردد ولا مستسهل, فيختار ما يراه هاماً ومفيداً للقارئ العربي, مما هو منشور باللغة الفرنسية, ليبادر الى ترجمته, أدبياً كان أو سياسياً أو فكرياً أو سواه..تدل على ذلك قائمة الكتب العديدة التي صدرت بترجماته او مساهماته.‏

صمود وثمار‏

* عياد عيد: تحدث عن الترجمة كظاهرة معرفية وتطرق الى شروط نجاحه والمشكلات التي تلازم المترجم, واستفاض بالحديث عن عبود ورواياته المترجمة, بنظرة شمولية كاشفاً فيها ان عبود استطاع ان يصمد هذا الكم من السنين في أجواء قد تكون الثقافة والفعل الثقافي من آخر الاهتمامات وبذلك الصمود قارب الاعجاز.‏

* د.ثائر ديب تحدث عن الترجمة في حضرة عبود كاسوحة, وعنها في ثقافتنا السائدة بأنها فعل ثانوي بينما يرى من وجهة نظره أنها أهم ما يحصل في الثقافة العربية المعاصرة منذ بداية صعودها والى الآن.‏

* نبيل أبو صعب تمحور حديثه حول ثمار صديقه الاديب عبود الذي عرفه منذ ثلاث عشرة سنة في جمعية الترجمة, فعرض جرأته وتحدياته الكثيرة ومنها تصديه لترجمة عدد من أصعب أعمال /ديدرو/شاغل فرنسا في عصره بتحطيم الكثير من المفاهيم.‏

يمتشق القلم سيفاً‏

* جمانة طه تحدثت عن الرجل الأنيس والمؤنس الذي جمعتها به وعائلته صداقة حميمة وعرفت أن من امتيازاته أنه يمتشق القلم سيفاً ليحرر به عالماً من العبودية وليخلق بإبداعه فضاءً بلا حدود.‏

* د.نزار بريك هنيدي تحدث عن الترجمات المسرحية للمكرم وعن الرواية التي قام بترجمتها(ثلج) الرواية الاستثنائية‏

* موسى عاصي تحدث عن صديقه عبود صحفياً.‏

* د. مريم منصور التي حضرت من حمص لتحدثنا عن أستاذها تحت عنوان علمني حروفاً كثيرة.‏

* أبو علي-والأب رزق الله سمعان, زيد الخيل كاسوحة اختتموا حفل التكريم بالعديد من مناقب عبود كاسوحة الاستاذ الزميل والصديق والأب.‏

وبعد أن تولى غسان كامل ونوس تقليد المكرم أوسمته,ألقى كاسوحة كلمته التي شكر فيها المكرمين له والحضور ثم قال:‏

(إن هذا التكريم ) لعيونك يا خضرا).‏

وخضرا هي زوجته السيدة إيفيلين وقد أطلق عليها الاستاذ عبود هذا الاسم لأن يديها خضراوان في كل شيء, أهداها التكريم لأنه على يقين بأن وراء كل رجل عظيم امرأة إلا ان خضراءه كانت ولا تزال على يمينه وشماله وخلفه وأمامه فأين منها يحيد!..

تم تقليد الأديب المترجم عبود كاسوحة وسام «الفارس من مرتبة السّعَف الأكاديمية» وذلك من قبل السفير الفرنسي في دمشق السيد ميشيل دي كلو. ضمن حفل خاص أقامته السفارة.





وهو وسام منحته للأستاذ كاسوحة وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي والبحث في فرنسا مصدّقاً من رئاسة مجلس الوزراء الفرنسي تقديراً لما بذل من جهود في سبيل نشر الثقافة الفرنسية. والأستاذ كاسوحة ترجم عن اللغة الفرنسية إلى العربية 14 كتاباً كان آخرها الكتاب الذائع الصيت (جدار شارون) للصحفي آلان مينارغ الذي بحث في الصهيونية ومطامعها، والذي صدر في سورية العام 2005 . ‏
«تشرين» هنأت الأديب كاسوحة على الوسام وتوقفت معه في هذا اللقاء حول صدى هذا التكريم، وجديده في الترجمة: ‏


* ما صدى هذا التكريم في نفسك ؟ ‏
- لو سئلت عن القيمة المطلقة في هذا الكون، لقلت هو الإنسان. هو المعيار لكل شيء. ‏
فكل ما يفيد الإنسان مادياً أو معنوياً، مقبول وإيجابي وتقدمي. و ينبغي لما ليس كذلك أن يكون مرفوضاً لأنه سلبي ورجعي. يروي الكاتب الموسوعي الفرنسي ديدرو، الذي يُعتبر من أهم الذين مهدوا الطريق للثورة الفرنسية، الواقعة التالية من طفولته، يقول: «كنت عائدا ً من المدرسة، مثقل الذراعين بالجوائز. وما إن رآني والدي من بعيد، حتى خرج من داخل دكانه فتوقّف عند الباب وطفق يبكي. وإنه لرائع أن ترى رجلاً صالحاً، رجلا ًصارماً، يبكي». هذه ومضة إنسانية فائقة البهاء، تبيّن قيمة التكريم. أما عندنا فالتكريم ليس بريئاً بل غائي، إلا في ما ندر. وقد رفضت من جانبي يوم تقاعدت تكريم نقابة المعلمين للمتقاعدين، لكن الحديث في ذلك ذو شجون. ‏


* هل توقعت أن تكرّّم على إنجازاتك، إذ نادراً ما يكرّم المترجمون ؟ ‏
- لم أتوقّع أي شيء على الإطلاق. لا لأن المترجمين لا يجري تكريمهم، فاتحاد الكتاب، على سبيل المثال، درج في السنين الأخيرة على تكريم أعضاء يختارهم زملاؤهم من كل الجمعيات بما فيها جمعية الترجمة. أما بشأن الوسام الحالي فأنا لم أسمع بمنحه لأحد من قبل. فكان خارج نطاق تفكيري. لذا كانت المفاجأة مطلقة . ‏


* ما الذي دفعك لترجمة كتاب آلان مينارغ (جدار شارون) أم كُلفت بترجمته ؟ ‏
- قصتي مع كتاب «جدار شارون» طريفة. بدأت بمراسلات بالبريد الإلكتروني مع الكاتب، الذي قامت ضده حملة مسعورة بعد صدور كتابه، أعتقد أنك ومعظم القرّاء اطلعتم عليها في حينها، وقد أُقيل من منصبه معاوناً لمدير إذاعة فرنسا الدولية بتهمة معاداة السامية. وهي تهمة جاهزة تلصق بكل من ينتقد إسرائيل والصهيونية.ثم دعي في ربيع 2005 لزيارة سورية، صادفه ابني في مطار دمشق فعرفه من صورته. فقال له آلان مينارغ أريد من والدك أن يترجم كتابي. فكان بيننا لقاء ودي، وكانت المرة الأولى التي يكلفني فيها المؤلف بترجمة عمله. وإنّ أمثال هذا الكاتب أبطال حقيقيون. كان يدافع عن قضية يؤمن بعدالتها، وكان يتوقع أن يلقى المتاعب والعداء، لكنه لم يتراجع. ‏


* ربما كان يجب أن أبدأ اللقاء معك بالسؤال الآتي : ما الذي دفعك لترك مهنة الصحافة التي عملت فيها مبكراً وساهمت في تأسيس صحيفة الثورة، لتتوجّه إلى حقل الترجمة؟ ‏
- حكايتي مع الصحافة حكاية مصادفة. فقد دخلت جامعة دمشق في نهاية الخمسينيات موفداً، وكنت في الدفعة الأخيرة لدار المعلمين العليا. درست اللغة الفرنسية، وكان بوسعي آنذاك أن أدرس الحقوق أو طب الأسنان. لكنّ مدرسي الفرنسية كانوا النخبة. ولم يكن المال قد أضحى بعد قيمة اجتماعية. فليس من يتوانى الآن عن القول وبصلف :«أنا مهرّب». والمحامي الذي يترجم يكتب لقبه على الغلاف.وطبيب الأسنان يكتب «الدكتور...» وقد فكرت مرة أن أكتب قبل اسمي، لقب «صانع المفاتيح» لأنني أجيد هذه المهنة. المهم، قبل أسابيع من حصولي على إجازتي الجامعية، صادفت على رصيف إذاعة دمشق، الصديق المرحوم الناقد محيي الدين صبحي، الذي قال لي: «تعال، إنهم يبحثون عمن يجيد الفرنسية، فهنا صحيفة ستصدر بعد أيام، وأعتقد أنك أهل للعمل...» . هكذا، دون خبرة مسبقة، ودون إعداد، وجدت نفسي ضمن هيئة تحرير جريدة «الثورة» التي صدرت في مثل هذه الأيام من عام 1963. كنا أربعة نحرر يومياً ـ كتابة وترجمة ـ صفحتين اثنتين من ثماني صفحات، ولسبعة أيام في الأسبوع، ولتسعة شهور متوالية حتى بدأنا ننعم بيوم عطلة في الأسبوع. لقد أضحى اسمي معروفاً جداً. ولم أترك الصحافة باختياري: كنت مرتبطاً بعقد مع وزارة التربية، وكان انتقالي إلى وزارة الإعلام بحاجة آنذاك لوساطات حزبية عليا، ولم أكن حزبياً، فعدت إلى ملاك وزارة التربية. ‏


* عموماً ما الذي يدفعك لترجمة عمل أدبي ما، إعجابك به، أم تكليف دار نشر به ؟ وما هي طريقتك بالترجمة إذ ثمة من يقول بضرورة فهم العمل الأدبي المراد ترجمته وإعادة إنتاجه من جديد؟ ‏
- ما يدفعني لترجمة عمل أدبي ما، أن يروقني هذا العمل، وأن يفتنني أولاً. وأحرص حرصاً شديداً على أن تعجب الترجمة القارئ العربي بالمقدار نفسه ويزيد، وإلا فترجمتي تغدو ناقصة. وأحرص على أمانة كبرى في النقل، كي لا تغدو الترجمة خيانة. ومعظم ما ترجمت لوزارة الثقافة كان من انتقائي أنا. ‏


* يلاحظ أنك بدأت بترجمة الروايات ثم انتقلت أخيراً لترجمة الدراسات الفلسفية والنقدية، فهل مررت بمراحل، وهل لا يمكن ترجمة الدراسات إلاّ بعد ازدياد الخبرة ؟ ‏
- يقولون بالفرنسية: «وأنت تمارس الحدادة، تغدو حدادا». وترجمة الروايات أيسر، لكنهم في وزارة الثقافة، بل أقصد الأستاذ الأكبر المرحوم أنطون مقدسي تحديداً، صار يخصّني بمؤلفات صعبة حقاً مثل «ما الديمقراطية ؟ » أو «مفهوم الأدب»... لأن مكتبتنا العربية بحاجة إليها. ‏


* لك تحت الطبع ثلاثة كتب هي دراسات نقدية وفلسفية، هل تعتقد أن هذه الدراسات تفيدنا أكثر من الأعمال الأدبية إذ بها نستطيع تكوين موقف نقدي نحتاجه؟ ‏
- الفائدة مسألة نسبية. وآمل أن تساهم تلك الكتب في إغنائنا ثقافياً. بل لا بد أن تكون كذلك، شرط أن نشتري الكتاب ونقرأ. ‏


* هل فكرت بالقيام بالترجمة المعاكسة، أم ثمة معوقات؟ ‏
- أتمنى أن أقوم بهذه الخطوة، وأنتظر التكليف كي أفعل ذلك. ولو كنت ثرياً لترجمت وطبعت ووزعت، لوجه الثقافة.
تم في نهاية الشهر الفائت تقليد الأديب المترجم عبود كاسوحة بوسام «الفارس من مرتبة السّعَف الأكاديمية» وذلك من قبل السفير الفرنسي في دمشق السيد ميشيل دي كلو. ضمن حفل خاص أقامته السفارة.





وهو وسام منحته للأستاذ كاسوحة وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي والبحث في فرنسا مصدّقاً من رئاسة مجلس الوزراء الفرنسي تقديراً لما بذل من جهود في سبيل نشر الثقافة الفرنسية. والأستاذ كاسوحة ترجم عن اللغة الفرنسية إلى العربية 14 كتاباً كان آخرها الكتاب الذائع الصيت (جدار شارون) للصحفي آلان مينارغ الذي بحث في الصهيونية ومطامعها، والذي صدر في سورية العام 2005 . ‏
«تشرين» هنأت الأديب كاسوحة على الوسام وتوقفت معه في هذا اللقاء حول صدى هذا التكريم، وجديده في الترجمة: ‏


* ما صدى هذا التكريم في نفسك ؟ ‏
- لو سئلت عن القيمة المطلقة في هذا الكون، لقلت هو الإنسان. هو المعيار لكل شيء. ‏
فكل ما يفيد الإنسان مادياً أو معنوياً، مقبول وإيجابي وتقدمي. و ينبغي لما ليس كذلك أن يكون مرفوضاً لأنه سلبي ورجعي. يروي الكاتب الموسوعي الفرنسي ديدرو، الذي يُعتبر من أهم الذين مهدوا الطريق للثورة الفرنسية، الواقعة التالية من طفولته، يقول: «كنت عائدا ً من المدرسة، مثقل الذراعين بالجوائز. وما إن رآني والدي من بعيد، حتى خرج من داخل دكانه فتوقّف عند الباب وطفق يبكي. وإنه لرائع أن ترى رجلاً صالحاً، رجلا ًصارماً، يبكي». هذه ومضة إنسانية فائقة البهاء، تبيّن قيمة التكريم. أما عندنا فالتكريم ليس بريئاً بل غائي، إلا في ما ندر. وقد رفضت من جانبي يوم تقاعدت تكريم نقابة المعلمين للمتقاعدين، لكن الحديث في ذلك ذو شجون. ‏


* هل توقعت أن تكرّّم على إنجازاتك، إذ نادراً ما يكرّم المترجمون ؟ ‏
- لم أتوقّع أي شيء على الإطلاق. لا لأن المترجمين لا يجري تكريمهم، فاتحاد الكتاب، على سبيل المثال، درج في السنين الأخيرة على تكريم أعضاء يختارهم زملاؤهم من كل الجمعيات بما فيها جمعية الترجمة. أما بشأن الوسام الحالي فأنا لم أسمع بمنحه لأحد من قبل. فكان خارج نطاق تفكيري. لذا كانت المفاجأة مطلقة . ‏


* ما الذي دفعك لترجمة كتاب آلان مينارغ (جدار شارون) أم كُلفت بترجمته ؟ ‏
- قصتي مع كتاب «جدار شارون» طريفة. بدأت بمراسلات بالبريد الإلكتروني مع الكاتب، الذي قامت ضده حملة مسعورة بعد صدور كتابه، أعتقد أنك ومعظم القرّاء اطلعتم عليها في حينها، وقد أُقيل من منصبه معاوناً لمدير إذاعة فرنسا الدولية بتهمة معاداة السامية. وهي تهمة جاهزة تلصق بكل من ينتقد إسرائيل والصهيونية.ثم دعي في ربيع 2005 لزيارة سورية، صادفه ابني في مطار دمشق فعرفه من صورته. فقال له آلان مينارغ أريد من والدك أن يترجم كتابي. فكان بيننا لقاء ودي، وكانت المرة الأولى التي يكلفني فيها المؤلف بترجمة عمله. وإنّ أمثال هذا الكاتب أبطال حقيقيون. كان يدافع عن قضية يؤمن بعدالتها، وكان يتوقع أن يلقى المتاعب والعداء، لكنه لم يتراجع. ‏


* ربما كان يجب أن أبدأ اللقاء معك بالسؤال الآتي : ما الذي دفعك لترك مهنة الصحافة التي عملت فيها مبكراً وساهمت في تأسيس صحيفة الثورة، لتتوجّه إلى حقل الترجمة؟ ‏
- حكايتي مع الصحافة حكاية مصادفة. فقد دخلت جامعة دمشق في نهاية الخمسينيات موفداً، وكنت في الدفعة الأخيرة لدار المعلمين العليا. درست اللغة الفرنسية، وكان بوسعي آنذاك أن أدرس الحقوق أو طب الأسنان. لكنّ مدرسي الفرنسية كانوا النخبة. ولم يكن المال قد أضحى بعد قيمة اجتماعية. فليس من يتوانى الآن عن القول وبصلف :«أنا مهرّب». والمحامي الذي يترجم يكتب لقبه على الغلاف.وطبيب الأسنان يكتب «الدكتور...» وقد فكرت مرة أن أكتب قبل اسمي، لقب «صانع المفاتيح» لأنني أجيد هذه المهنة. المهم، قبل أسابيع من حصولي على إجازتي الجامعية، صادفت على رصيف إذاعة دمشق، الصديق المرحوم الناقد محيي الدين صبحي، الذي قال لي: «تعال، إنهم يبحثون عمن يجيد الفرنسية، فهنا صحيفة ستصدر بعد أيام، وأعتقد أنك أهل للعمل...» . هكذا، دون خبرة مسبقة، ودون إعداد، وجدت نفسي ضمن هيئة تحرير جريدة «الثورة» التي صدرت في مثل هذه الأيام من عام 1963. كنا أربعة نحرر يومياً ـ كتابة وترجمة ـ صفحتين اثنتين من ثماني صفحات، ولسبعة أيام في الأسبوع، ولتسعة شهور متوالية حتى بدأنا ننعم بيوم عطلة في الأسبوع. لقد أضحى اسمي معروفاً جداً. ولم أترك الصحافة باختياري: كنت مرتبطاً بعقد مع وزارة التربية، وكان انتقالي إلى وزارة الإعلام بحاجة آنذاك لوساطات حزبية عليا، ولم أكن حزبياً، فعدت إلى ملاك وزارة التربية. ‏


* عموماً ما الذي يدفعك لترجمة عمل أدبي ما، إعجابك به، أم تكليف دار نشر به ؟ وما هي طريقتك بالترجمة إذ ثمة من يقول بضرورة فهم العمل الأدبي المراد ترجمته وإعادة إنتاجه من جديد؟ ‏
- ما يدفعني لترجمة عمل أدبي ما، أن يروقني هذا العمل، وأن يفتنني أولاً. وأحرص حرصاً شديداً على أن تعجب الترجمة القارئ العربي بالمقدار نفسه ويزيد، وإلا فترجمتي تغدو ناقصة. وأحرص على أمانة كبرى في النقل، كي لا تغدو الترجمة خيانة. ومعظم ما ترجمت لوزارة الثقافة كان من انتقائي أنا. ‏


* يلاحظ أنك بدأت بترجمة الروايات ثم انتقلت أخيراً لترجمة الدراسات الفلسفية والنقدية، فهل مررت بمراحل، وهل لا يمكن ترجمة الدراسات إلاّ بعد ازدياد الخبرة ؟ ‏
- يقولون بالفرنسية: «وأنت تمارس الحدادة، تغدو حدادا». وترجمة الروايات أيسر، لكنهم في وزارة الثقافة، بل أقصد الأستاذ الأكبر المرحوم أنطون مقدسي تحديداً، صار يخصّني بمؤلفات صعبة حقاً مثل «ما الديمقراطية ؟ » أو «مفهوم الأدب»... لأن مكتبتنا العربية بحاجة إليها. ‏


* لك تحت الطبع ثلاثة كتب هي دراسات نقدية وفلسفية، هل تعتقد أن هذه الدراسات تفيدنا أكثر من الأعمال الأدبية إذ بها نستطيع تكوين موقف نقدي نحتاجه؟ ‏
- الفائدة مسألة نسبية. وآمل أن تساهم تلك الكتب في إغنائنا ثقافياً. بل لا بد أن تكون كذلك، شرط أن نشتري الكتاب ونقرأ. ‏


* هل فكرت بالقيام بالترجمة المعاكسة، أم ثمة معوقات؟ ‏
- أتمنى أن أقوم بهذه الخطوة، وأنتظر التكليف كي أفعل ذلك. ولو كنت ثرياً لترجمت وطبعت ووزعت، لوجه الثقافة.
كاسوحة" في رحلته مع الترجمة

المترجم من حال المدّ إلى الجزر في نظر "كاسوحة"


شيار خليل

الخميس 20 آب 2009



الترجمة هي مفتاح لكل الأمم التي شهدت نهضة في حياتها، تلك التي أعطت الترجمة اهتماماً بالغاً وجعلتها في الأولية. والمترجمون السوريون أمثال "سامي الدروبي" وآخرون كان لهم دور كبير في بلورة عالم الترجمة في سورية بالتحديد، ومن المترجمين الذين لهم باع كبير في عالم الترجمة الفرنسية الأستاذ "عبود كاسوحة" من "حمص" الخضراء.

عبود كاسوحة 099923_2009_08_20_12_30_57
موقع "eSyria" بتاريخ 15/8/2009 كان له لقاء طويل مع المترجم السوري "عبود كاسوحة" أحد المترجمين السوريين المعروفين، والذي نال في الفترة الأخيرة جائزة "سامي الدروبي" للترجمة من وزارة الثقافة السورية.

عن بدايات "كاسوحة" مع الترجمة وولوجه في هذا العالم يقول: «بدأت علاقتي بالترجمة منذ تأسيس جريدة "الثورة" عام 1963، وكانت ترجمة صحفية عن المجلات الفرنسية، تميّزت بغنى لا يوصف بسبب التنوع الكبير؛ فهي سياسية واقتصادية وثقافية. كانت بدايات جميلة حيث اليوم أمامك مقالة عن التحقيقات في اغتيال "كندي"، وغداً أنت أمام مقالة علمية حول تجارب تطوير الرادار استناداً إلى تشريح أنواع من الحشرات الطائرة التي تشبه الصراصير، والكشف عن جهاز التراسل ما بين الذكور والإناث من على بعد مئات الأمتار».

يكمل "كاسوحة" حديثه: «انتقلت بعد ذلك إلى تدريس الفرنسية حتى التقاعد عام 1998، لكنّ صلتي بالترجمة للصحافة لم تنقطع مطلقاً. أمّا ترجمة الروايات فبدأت مع مطلع الثمانينيات، والنشاط الفعلي لي في ذلك بدأ في منتصف التسعينيات بعد أن عرفني المرحوم "أنطون مقدسي" مدير التأليف والترجمة والنشر في وزارة الثقافة، لا سيّما بعد أن لمس لديّ ميلاً للتصدي لكل ما هو صعب، وأخص بالذكر ترجمة أعمال الفيلسوف الموسوعي "ديدرو"، فأنا أول من ترجم أهم أعماله إلى العربية، ولا ريب في أنّ هذه الترجمات كانت وراء منحي الوسام من الحكومة الفرنسية».

يتابع "عبود كاسوحة" المترجم السوري -الحمصي الأصل-: «غالباً ما طلبوا إليّ في الوزارة أن أترجم بعض المؤلفات الفلسفية -مقارنة بترجمة الرواية أو المسرحيات- ما الديمقراطية؟ مفهوم الأدب، ما الأنوار؟...وغيرها».

وقي حديثنا مع "كاسوحة" عن المترجم السوري الراحل "سامي الدروبي" قال: «إنّ معرفتي بـ"سامي الدروبي" لم تكن شخصية بالمعنى الشائع للكلمة، فقد كان أستاذاً جامعياً معروفاً يوم دخولي جامعة دمشق، إلا أن ترجماته كانت غذاءً روحياً لي ولأبناء جيلي، وأخص الترجمات عن الأدب الروسي، فهو من المترجمين السوريين الذين بذلوا جهداً كبيراً في عالم الترجمة ورسخ اسمه في ذاكرة أجيال كبيرة».

أمّا عن جمعية الترجمة في اتحاد الكتّاب العرب التي ينتمي إليها "كاسوحة": «سوف أشبهها بخبز الشعير، فلم يكن يأكل خبز الشعير في الأرياف حتى ستينيات القرن العشرين سوى الفقراء، يأكلونه وهم غير راضين، فظهر مثلٌ يقول في وصف شخص يجري استغلاله من غير الاعتراف بفضله "مثل خبز الشعير، مأكول، مذموم"، أما الآن فيسرّني أن أحافظ على تشبيه نفسه بقولي إنّ الترجمة ما تزال مثل خبز الشعير، لكن مع المكتشفات الحديثة في كل شيء، أضحى خبز الشعير مفضلاً لدى المثقفين الذين يدركون مكانة التغذية، ولدى الأثرياء أيضاً، وأصبحت قيمته أعلى من كافة أنواع الخبز الأخرى، إذاً هنا ينبغي أن تكون الترجمة في المقدمة، وأفضل القمة».

يتابع: «مع ذلك يبقى اتحاد الكتّاب العرب في سورية الجهة الوحيدة التي لم تعترف حتى الآن بهذا الخبز النبيل، ولا بفضله، فيكفي أن ينظر المرء إلى قائمة بالمنشورات السنوية للاتحاد، ليكتشف أن نسبة الترجمة هي مجموع أصابع اليد الواحدة، لكن ليس من مئة بل من ألف، أجل نسبة الترجمة كانت في بعض السنين مزرية، أمّا الجانب المزري الآخر فهو أن تقييم الترجمة من ناحية الأجر المادي أدنى بكثير من كافة الأجناس الأدبية الأخرى».

ونهاية حديثنا الشائق مع المترجم السوري "عبود كاسوحة" كان عن جائزة "سامي الدروبي" للترجمة التي نالها المترجم في الشهر الماضي: «قد تكون المرة الأولى في حياتي - وأنا بدأت الترجمة في مثل هذه الأيام قبل ستة وأربعين عاماً، في هيئة تحرير جريدة "الثورة"، يوم تأسيسها- إنّي نلتُ حقي، إنها كانت جائزة مميزة خاصة، وإنها حملت اسم عالم بارز كـ"سامي الدروبي"، آمل أن تتكرر مثل هذه المناسبات وأن نزيد من اهتمامنا بعالم الترجمة وبالمترجم السوري على وجه الخصوص».


عبود كاسوحة 099923_2009_08_20_12_30_57.image2عبود كاسوحة 099923_2009_08_20_12_30_57.image1
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alqossair.rigala.net
 
عبود كاسوحة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الفنان سامر كاسوحة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مدينة القصير الحسناء الغافية على كتف العاصي :: أخبار الضيعة :: أعلام من الضيعة-
انتقل الى: